تسبب تفجير في أجهزة اتصال محمولة في أنحاء لبنان، في مقتل أكثر من عشرة أشخاص (من بينهم طفلة) وإصابة الآلاف، الثلاثاء 17 سبتمبر/ أيلول، بحسب التقديرات الأولية التي أعلنت عنها وزارة الصحة.
وقال حزب الله اللبناني، في بيان، إن سلسلة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال محمولة (بيجرز) يستخدمها الحزب تسببت في مقتل اثنين من عناصره وفتاة. وكشف عن أنه يجري تحقيقا لتحديد أسباب الانفجارات.
كما حمل الحزب إسرائيل مسؤولية انفجار أجهزة الاتصالات في أنحاء لبنان، وتوعد بالرد. وأشار في بيان إلى أنه بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول ما وصفه بـ "الاعتداء الآثم" فإنّه يحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة
وذكرت وكالة مهر الإيرانية، أن السفير الإيراني لدى بيروت، مجبتي أماني، أصيب في انفجار جهاز اتصال محمول (بيجر).
ونقلت رويترز، عن مصادر أمنية تأكيداتها على أن أجهزة الاتصال التي انفجرت في لبنان هي أحدث طراز يجلبه حزب الله في الأشهر القليلة الماضية. كما ذكرت أن أحد عنصر حزب الله ونجل نائب برلماني من الحزب قد لقيا حتفهما في تفجير مماثل.
كما نقلت الوكالة عن مسؤول من حزب الله -طالبا عدم ذكر اسمه- قوله إن انفجار الأجهزة هو "أكبر اختراق أمني" تعرض له الحزب خلال حرب ضد إسرائيل مستمرة منذ قرابة عام.
اقرأ أيضاً: كيف تم اختراق أجهزة اتصال "بيجرز" في لبنان؟ (خاص CNBC عربية)
واستمرت موجة الانفجارات نحو ساعة عقب الانفجارات الأولى التي وقعت في نحو الساعة 3:45 بالتوقيت المحلي (1345 بتوقيت غرينتش). ولم تتضح بعد كيفية انفجار الأجهزة.
وقالت قوى الأمن الداخلي في لبنان إن عددا من أجهزة الاتصال اللاسلكية انفجرت في أنحاء لبنان، ولا سيما في الضاحية الجنوبية في بيروت، ما أدى إلى حدوث إصابات.
ووقعت الانفجارات وسط احتدام العنف بين إسرائيل وحزب الله اللذين يخوضان أعمالا قتالية عبر الحدود في أسوأ تصعيد في سنوات، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وتم رصد سيارات إسعاف تسير بسرعة في شوارع الضاحية الجنوبية وسط انتشار حالة من الهلع. وقال المصدر الأمني إن هناك أجهزة انفجرت أيضا في جنوب لبنان.
وطلب مركز عمليات الأزمات في لبنان، وتديره وزارة الصحة، من جميع العاملين في القطاع الطبي التوجه إلى أماكن عملهم للمساعدة في التعامل مع الأعداد الكبيرة من المصابين القادمين لتلقي الرعاية العاجلة.
الوضع الصحي للمصابين
ووفق وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض، في مؤتمر صحافي، فإن غرفة الطوارئ الصحية في وزارة الصحة العامة حوالي 2750 مصاباً، حالة حوالى مئتين منهم حرجة وتطلبت إجراء عمليات جراحية أو إدخال إلى أقسام العناية الفائقة.
كما تم تقديم أكثر من 150 وحدة دم. وسجل في حصيلة أولية سقوط تسعة قتلى من بينهم طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات.
وبلغ عدد المستشفيات التي شاركت في استقبال الجرحى حوالي 100 مستشفى.
وتابع الوزير الأبيض: غالبية الإصابات التي سجلت توزعت بين الوجه والبطن واليد والعيون، والكثير من الإصابات وجهت إلى غرف العمليات لتحصل على العناية اللازمة.
ورداً على أسئلة الصحافيين نفى ر الأبيض معلومات تم تناقلها حول أن أحد المستشفيات تخلصت من أجهزة الـpager قبل حوالى أسبوع بعد معلومات وردتها، كما نفى معلومات أخرى حول أن مستشفى رفض استقبال مصابي الحادث.
أول تعليق من الخارجية الأميركية
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن تجمع معلومات عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان.. وأميركا ليست ضالعة في الأمر، كما أنها ليست لديها أي تقييمات بشكل أو بآخر عن هوية المسؤول عن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان.
وأضافت: "واشنطن ترغب في إيجاد حل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله.. قلقون دائماً بشأن أية واقعة يمكن أن تثير التصعيد في الشرق الأوسط".
واعتبرت الخارجية الأميركية أنه من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان على محادثات وقف إطلاق النار في غزة، موضحة أنها ستحث إيران على ألا تنتهز أي حادث لزيادة حالة عدم الاستقرار.
وقالت الوزارة إن المدنيين ليسوا أهدافا مشروعة لأي نوع من العمليات ونرفض التعليق على واقعة تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان. واعتبرت في الوقت نفسه أن التصعيد العسكري للصراع لن يحقق هدف إسرائيل إعادة النازحين في الشمال إلى ديارهم.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي