تدخل اليابان عهداً جديداً بعد انتخاب شيغيرو إيشيبا كزعيم للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، فكيف يُمكن أن يؤثر ذلك على سوق الأسهم والاقتصاد عموماً؟
من المتوقع أن يؤدي انتخاب إيشيبا زعيمًا للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان إلى الضغط على الأسهم اليابانية صباح يوم الاثنين، بعد أن تراجعت عقود مؤشر نيكي 225 الآجلة بنسبة 6% عقب فوزه هذا الأسبوع.
يُعد إشيبا، وزير الدفاع والزراعة السابق الذي من المقرر أن يتولى منصب رئيس الوزراء في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، من الصقورالذين تعهدوا بمنع البلاد من العودة إلى الانكماش.
شاهد أيضاً: نفاذ الأرز الأبيض من المتاجر اليابانية.. وارتفاع عدد السياح تسبب في تعميق هذه الأزمة!
وبعيد انتخابه، أعلن الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الديمقراطي عن دعمه خطة بنك اليابان لتطبيع السياسة النقدية، لكن المستثمرين يشعرون بالقلق بشأن دعمه لفرض ضرائب أكبر على الشركات ودخل الاستثمار، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
قبل الإعلان عن الفائز في سباق القيادة يوم الجمعة، ارتفع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 2.3 % وانخفض الين، حين طغت توقعات في السوق عن إمكانية فوز وزير الأمن الاقتصادي ساناي تاكايشي. وتاكايشي داعم لسياسات "آبينوميكس" الصديقة لسوق الأوراق المالية والتي تتمثل في أسعار الفائدة المنخفضة للغاية والتحفيز المالي.
ولكن بعد إعلان نتائج انتخابات الحزب الليبرالي الديمقراطي، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر نيكي 225 المتداولة في شيكاغو بشكل حاد.
وفي وقت سابق، أشار كيكوتشي إلى أن ثقة المستثمرين الأجانب في اليابان كانت هشة قبل الانتخابات نتيجة لعدم اليقين بشأن الاتجاه السياسي للبلاد.
قلق من رفع الضرائب
في الأسبوع الثاني من أيلول/ سبتمبر، عندما بدأت الحملة الانتخابية لقيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي، كان المستثمرون الأجانب قد باعوا بقيمة 1.5 تريليون ين، نحو 10.6 مليار دولار، في سوق الأسهم النقدية، وهو أكبر أسبوع لبيع الأسهم اليابانية منذ عام 1982، وفقاً لكيكوتشي.
اقرأ أيضاً: نمو الأجور في اليابان سيتجاوز التضخم للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاماً
ويشعر بعض المستثمرين بالقلق إزاء رغبة إيشيبا في زيادة الضرائب على الشركتين والدخل من الأصول المالية المملوكة للقطاع الخاص، رغم أنه أوضح أنه لن يرفع الضرائب على الحسابات الاستثمارية الجديدة المعفاة من الضرائب في اليابان أو خطط التقاعد الفردية ذات المساهمة المحددة.
عقب إعلان فوزه، أكد رئيس الوزراء الياباني الجديد على ضرورة ضمان خروج اقتصاد البلاد بالكامل من الانكماش.
من جانبهم، رأى استراتيجيو الأسهم أن أي محاولة لزيادة الضرائب على الشركات والمستثمرين يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل كبيرة وتضر بمصداقية رئيس الوزراء الجديد إذا اضطر إلى التوصل إلى تسوية سريعة.
وفي مذكرة حول مستقبل اقتصاد اليابان، رجح محللو غولدمان ساكس : "أن تستمر تقلبات الأسعار على المدى القريب حتى يتمكن إيشيبا من توضيح موقفه بشأن المجالات التي تهم المستثمرين مثل إصلاح حوكمة الشركات ومعدلات الضرائب على دخل الأصول المالية".
يبحث المستثمرون بالفعل عن فرص الشراء ويجمعون سلة من الأسهم التي من المحتمل أن تستفيد من إدارة إيشيبا، بما في ذلك تلك المشاركة في الدفاع والإغاثة في حالات الكوارث.
ودعا الرجل، البالغ من العمر 67 عاماً، إلى إنشاء وكالة لإدارة الكوارث في البلاد، التي غالباً ما تتعرض للزلازل والأعاصير والفيضانات.
حالة عدم اليقين
بعد ساعات من فوز إيشيبا، كانت الموضوعات الاستثمارية الثلاثة الأكثر بحثاً على موقع كابوتان، وهو موقع شهير لتداول الأسهم عبر الإنترنت في اليابان، هي الوقاية من الكوارث، والإنفاق الدفاعي، والأسهم التي تستفيد من الين القوي.
لكن حالة عدم اليقين مستمرة، حيث يرى المستثمرون إنه من غير الواضح حجم ما سيتمكن إيشيبا من تحقيقه بالفعل بالنظر إلى مدى الانقسام الذي لا يزال يعاني منه الحزب الحاكم.
اقرأ أيضاً: اليابان تحث الموظفين على تجربة أسبوع عمل لـ 4 أيام
في السياق، قال مدير المحفظة في شركة زينور لإدارة الأصول المتخصصة في اليابان، ديفيد ميتشينسون: "على الرغم من شعبيته الدائمة بين أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي، فقد تمكن أخيراً من كسب عدد كافٍ من زملائه في البرلمان الذين كانوا مترددين في دعمه من قبل".
وتابع "إن افتقاره إلى امتياز شخصي قوي في البرلمان قد يحد من قدرته على العمل".
وكان السباق على زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي، والذي أنتج عدداً قياسياً من المرشحين، بمثابة تذكير بمدى انقسام الكتلة الحاكمة.
من جانبه، حذر الخبير الاقتصادي في بنك مورغان ستانلي MUFG للأوراق المالية، روبرت فيلدمان، من استمرار وجود "خلافات كبيرة في السياسة الاقتصادية" داخل الحزب والتي لن تنتهي باختيار زعيم جديد للحزب.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي