الشرق الأوسط والانتخابات الأميركية.. كيف يزيد تصاعد المخاطر الضغوط على هاريس؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

فيما بدأ العد التنازلي للانتخابات الأميركية المرتقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني، فإن ثمة ملفات متداخلة تُشكل صداعا برأس المرشحين المتنافسين (الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس) على رأسها ملفات الاقتصاد والهجرة وقضايا شعبوية أخرى مثل الإجهاض.

وعلى الرغم من أن القضايا الداخلية تشكل الشغل الشاغل للناخب الأميركي في هذه الانتخابات، كما تُؤكد استطلاعات الرأي، لا سيما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والرهانات المتباينة على كل من المرشحين، إلا أن الملفات الخارجية تحظى أيضاً بحضورها الخاص، وقد استخدمها ترامب كوسيلة للضغط على منافسته في المناظرة التي أجريت بينهما، حينما تحدث عن الحرب في أوكرانيا وفشل الإدارة الديمقراطية في منعها وإيقافها لاحقاً.

التوترات في منطقة الشرق الأوسط واحدة من الملفات الأكثر إلحاحاً في هذا السياق، والتي ربما تشكل ضغطاً كامالا هاريس الطامحة للوصول إلى البيت الأبيض.

وقد عبر عن ذلك تحليل نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، مطلع الأسبوع، اعتبر أن آمال نائبة الرئيس الأميركي، في الحد من التداعيات السياسية للصراع في الشرق الأوسط بسبب الهجوم الإسرائيلي على لبنان والخطر المتزايد لاندلاع حرب شاملة في المنطقة، قد تحطمت بالفعل.

في إطار حملتها الانتخابية للرئاسة الأميركية، تعهدت هاريس بمواصلة السعي إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ عام في غزة، والذي من شأنه أن يمهد الطريق أمام عودة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.

لكن مع بقاء نحو شهر على الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني ، تحرك الواقع على الأرض في الاتجاه المعاكس؛ فقد فشلت الولايات المتحدة في التوسط من أجل التوصل إلى هدنة في غزة، بينما كثفت إسرائيل عملياتها ضد حزب الله.

كما نقلت القوات الإسرائيلية هجومها على حزب الله إلى مستوى جديد بشن ضربات ضخمة على بيروت، مما أسفر عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مع التحرك لاتساع التوغل، في صراع كانت إدارة بايدن تحاول تجنبه.


اقرأ أيضاً: بايدن أمام الأمم المتحدة: حان الوقت لوقف إطلاق النار في غزة.. والحل الدبلوماسي ممكن لتجنب حرب شاملة في لبنان


وأصدرت هاريس في نهاية الأسبوع الماضي، بيانا أكدت فيه أن البيت الأبيض "لا يريد أن يرى الصراع في الشرق الأوسط يتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا" وأن "الدبلوماسية تظل أفضل طريق للمضي قدما لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة".

ويقول المسؤولون الأميركيون على أن الضربة التي استهدفت نصر الله لم تتم بالتنسيق مع واشنطن. وقال الرئيس جو بايدن يوم الجمعة: "أستطيع أن أقول لكم إن الولايات المتحدة لم تكن على علم أو مشاركة في عملية الجيش الإسرائيلي".

ووفق تقرير الصحيفة البريطانية، فإن المخاطر التي تواجهها هاريس تتمثل في أن دعواتها المتكررة لتخفيف التوترات في الشرق الأوسط قد تصبح جوفاء مع استمرار حكومة إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رفض خفض التصعيد والمضي قدما في هجماتها.

بالنسبة للمنتقدين، فإن هذا مؤشر على أن إدارة بايدن كانت غير قادرة أو غير راغبة في ممارسة نفوذها على نتنياهو، وهي الديناميكية التي لاحقت استجابة واشنطن للصراع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ويضيف: إن الأعمال العدائية المتصاعدة في لبنان تشكل ضربة خاصة لهاريس لأنها سوف تجعل من الصعب عليها إصلاح علاقاتها مع أجزاء من التحالف الديمقراطي ـ بما في ذلك الأميركيون العرب والناخبون الشباب ـ الذين انتقدوا بشكل خاص تعامل الإدارة مع الحرب في غزة، ويهددون بالبقاء خارج الانتخابات. وحتى بضعة آلاف من الانشقاقات قد تحدث فرقاً كبيراً في ولايات رئيسية مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.

ونقل التقرير عن الاستراتيجية الديمقراطية، ماري آن مارش، قولها: "في سباق متقارب، كل جمهور صغير له أهميته". ورغم أن سياسة الشرق الأوسط ليست قضية ذات قاعدة عريضة مثل الاقتصاد أو الإجهاض، إلا أنها قالت إنها "مهمة لمجموعات معينة من الناخبين" مثل اليهود والعرب الأميركيين. وأضافت: "سوف ينتبه هؤلاء الجمهور إلى كل هذا".

وينتقد عديد من الجمهوريين هاريس من منظور مختلف، حيث يزعمون أن الإدارة فشلت في ردع إيران ووكلائها عن مهاجمة إسرائيل وكانت مترددة للغاية في دعمها لإسرائيل.

ويقولون إن ترامب سيكون في وضع أفضل لتهدئة المنطقة كجزء من خطة أوسع نطاقا أخطأ فيها بايدن وهاريس في السياسة الخارجية وواجها صعوبة في كبح جماح خصوم الولايات المتحدة تحت إشرافهما.

وفي هذا السياق، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، من ساوث كارولينا، في تصريحات إعلامية له، الأحد 29 سبتمبر: "إدارة بايدن مشلولة بسبب الخوف من إيران. باسم عدم التصعيد، العالم يحترق. لذا أعدكم، إذا فاز ترامب، فسوف نصلح هذا الأمر بسرعة كبيرة".

ويصر الديمقراطيون على أن هاريس ستكون زعيمة أكثر استقرارا على الساحة الدولية من ترامب، مشيرين إلى تأييدها الأخير من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين السابقين الذين خدموا في ظل إدارات من كلا الحزبين.

لكن التطورات في الشرق الأوسط تسبب قلقا متزايدا في واشنطن. وقال مسؤولون أميركيون إنهم مستعدون للرد على الهجمات من جانب إيران، مشيرين إلى أن البلاد حولت المزيد من الموارد إلى المنطقة، رغم أنه من السابق لأوانه معرفة ما قد تفعله طهران، بحسب التقرير.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة