إسرائيل تستهدف الذراع المالي لحزب الله.. ما هي مؤسسة القرض الحسن؟

 مع استمرار العمليات العسكرية في لبنان، نشر الجيش الإسرائيلي مساء الأحد، تحذيراً جديداً لأهالي العاصمة اللبنانية، معلناً في بيان، نيته استهداف مصالح مالية لحزب الله في قلب بيروت، وهي مؤسسة القرض الحسن فما هي وما هو دورها؟.

وطلب من السكان إخلاء مواقع تستخدم لتمويل حزب الله، وفق زعمه. كما تابع داعياً اللبنانيين إلى الابتعاد عن مواقع "القرض الحسن".

مؤسسة القرض الحسن، هي مجموعة مالية خاصة انطلقت في العام 1982 من دون أي ترخيص للممارسات المالية، وتوسّعت أعمالها وتجذب آلاف العملاء الجدد بعد تزايد الأزمة المالية في لبنان، يوم تبخرت ودائعهم في البنوك العام 2019. 

ما هي الوحدة 8200 الإسرائيلية التي خطط حزب الله اللبناني لاستهدافها؟

كانت خدمات المؤسسة المالية المملوكة من حزب الله مخصصة لفئة تسمى البيئة الحاضنة للحزب وتضم عناصر الحزب وعائلاتهم وجمهوره والمقرّبين منه، لكنها بعد العام 2019 باتت ملاذاًلكافة شرائح المجتمع ومختلف الطوائف لاسيما في المناطق التي تتواجد فيها فروع المؤسسة في الأقضية الأربعة.

يقدّر حجم القروض التي تقدّمها المؤسسة سنوياً لعملائها بنحو 500 مليون دولار أما حجم التعاملات فيقارب 4 مليارات دولار.

تًعد مؤسسة القرض الحسن بمثابة "المصرف المركزي" للحزب تنفصل عن الدولة اللبنانية بشكل تام، تضع قوانينها الخاصة وشروط عملها، فتمنح الدولارات للمواطنين مقابل رهن الذهب دون أي شروط قانونية ترتبط بالنظام المصرفي اللبناني أو بالمصرف المركزي أو أي جهة رسمية.

كما تعمل المؤسسة علاى بيع الذهب للعملاء مقابل دفعة أولى لا تتعدى 20% من قيمته وتتقاضى الأقساط الشهرية لاحقاً على مدار عامين أو أكثر وفق سعر الذهب المحدّد بتاريخ إجراء العملية، ولا يتقاضى "القرض الحسن" أي عمولات على عملية الإقراض أو التأخر بالسداد.

وتضم المؤسسة إلى جانب راهني الذهب والمستثمرين، ممولين لبنانيين يودعون مبالغ مالية لصالح "مشاريع خيرية" تابعة للحزب.

وكانت مؤسسة القرض الحسن قد استقطبت شريحة واسعة من مودعي مصرفي "البنك اللبناني الكندي" و"جمّال ترست بنك" بعد إغلاقهما نتيجة خضوعهما لعقوبات أميركية في سنوات ما قبل 2019، الأمر الذي جعل من"القرض الحسن" المؤسسة المالية الأولى والوجهة الوحيدة أمام مؤيدي الحزب والمتعاملين معه.

⏺️ إسرائيل تنسف أحياءً في لبنان.. آخر تلك العمليات تفجير حي الطراش في ميس الجبل، بعد تفخيخه بمواد شديدة الانفجار، مُحاولة نسف المباني على أطراف القرى الأمامية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية pic.twitter.com/CEPAxVbbDu

— CNBC Arabia (@CNBCArabia) October 20, 2024

عامل آخر لعب دوراً بارزاً في تمكين وتوسيع نطاق عمليات "القرض الحسن" بعد بحرب تموز من العام 2006، حين خاضت إسرائيل حرباً شرسة على الحزب ومؤسساته، فقد تمكّنت المؤسسة رغم الحرب من الحفاظ على أموال عملائها وذهبهم. وهو ما فشلت به المصارف اللبنانية لاحقاً ودفع بآلاف العملاء للنزوح باتجاه "القرض الحسن".

عقوبات أميركية

فرضت وزارة الخزانة الأميركيّة عقوبات جديدة على أفراد مرتبطين بـحزب الله و بمؤسسة جمعيّة القرض الحسن في 11 أيار/مايو 2021 بعد العقوبات المفروضة سابقاً على المؤسسة في أبريل/ نيسان 2016، واعتبرت الوزارة أنّ "القرض الحسن يزعم خدمة الشعب اللبناني، لكنه عمليّاً ينقل الأموال بشكل غير مشروع من خلال حسابات وهميّة، ويعرّض المؤسسات المالية اللبنانية لعقوبات محتملة".

اليوم وفي ظل حرب مستعرة، أودت بحياة نحو 2500 ضحية وجرحت عشرات الآلاف ودمرت مناطق بأكملها، وامتداد الحرب من الحدود الجنوبية إلى مناطق الجنوب والبقاع وبيروت والمتن وهدّدت كافة المناطق والتي تفوق بشراستها حرب تموز 2006، يطرح المودعون سؤالاً هاماً هو: هل ستتمكّن مؤسسة "القرض الحسن" من حماية أموال وذهب العملاء؟  

وفق تقارير لبنانية، عمدت فروع المؤسسة الموزعة على مساحة لبنان على إفراغ محتوياتها من المستندات والذهب والأموال النقدية. وقامت المؤسسة بنشر إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد فيه "قمنا باجراءات لحفظ أمانة وودائع الناس".