استبعد رئيس تحالف الدول المنُتجة للنفط "أوبك"، انخفاض الطلب على النفط الخام في العام المقبل، مشيراً إلى وجود تشاؤم مفرط في السوق، على الرغم من أن التحالف قرر تمديد خفض الإنتاج قبل يوم واحد فقط في محاولة لدعم الأسعار وسط تراجع الاستهلاك العالمي.
وقال الأمين العام لمنظمة أوبك، هيثم الغيص، في تصريحات إلى شبكة "CNBC" خلال مؤتمر "أديبك" للطاقة في أبوظبي يوم الاثنين: "تشير توقعاتنا في أوبك إلى نمو الطلب هذا العام بمقدار 1.9 مليون برميل يومياً".
وأضاف الغيص: "قد يرى البعض أن هذه التوقعات مرتفعة، لكن بعض المحللين المستقلين والباحثين في السوق يقدمون أرقاماً مماثلة، في حين يتوقع بعضهم مستويات نعتقد أنها منخفضة جداً، نحن لا نزال واثقين من قوة الطلب".
اقرأ أيضاً: الغيص: تحالف أوبك+ يلعب دوراً فعالاً في دعم استقرار السوق
الطلب على النفط الخام
وقال الأمين العام لمنظمة أوبك: "أعتقد أن هناك قدراً كبيراً من التشاؤم واليأس حول توقعات الطلب من قبل بعض الجهات في السوق، سواء من المحللين أو الباحثين، لكننا ما زلنا نعتقد أن أرقامنا تتماشى مع الكثير من التوقعات المستقلة الأخرى".
وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول، خفضت مجموعة مُنتجي النفط التي تتخذ من فيينا مقراً لها توقعاتها لنمو الطلب على النفط في الأمد القريب، وتوقعت نمواً قدره 1.93 مليون برميل يومياً هذا العام و1.64 مليون برميل يومياً في عام 2025. وهذا مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 2.03 مليون و1.74 مليون برميل يومياً على التوالي.
ورغم تقليص التوقعات، تبقى هذه الأرقام أعلى بكثير من توقعات وكالة الطاقة الدولية في باريس، التي ترى أن الطلب العالمي على النفط سيزداد بنحو 900 ألف برميل يومياً هذا العام وبنحو مليون برميل يومياً في 2025.
وقال أمين عام أوبك، هيثم الغيص: "قمنا بتخفيض توقعاتنا للطلب، لنكون منصفين، خلال الأشهر القليلة الماضية بنحو 100 إلى 200 ألف برميل يومياً. ومع ذلك، نبقى توقعاتنا عند 1.9 مليون، وهو أعلى من المتوسط التاريخي، سواء ما قبل الجائحة أو حتى خلال فترة التعافي بعدها، والذي كان نحو 1.2 مليون برميل يومياً".
تأثير التباطؤ في الاقتصاد الصيني على الطلب
تأتي هذه التوقعات وسط تباطؤ الاقتصاد الصيني، ما أثر بشكل كبير على الطلب على النفط في ظل وفرة في الإمدادات العالمية، وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم وثاني أكبر مستهلك بعد الولايات المتحدة.
وعند سؤاله عن المخاوف بشأن مسار الاقتصاد الصيني، أجاب الغيص: "لدينا تقديرات بأن الطلب الصيني سينمو بمقدار 0.6 مليون برميل يومياً هذا العام".
وأضاف أن المجموعة "ترى بعض الأرقام الإيجابية جداً من الاقتصاد الأميركي"، مشيراً إلى «علامات جيدة في قطاع البتروكيماويات وقطاع الطيران».
يتوقع العديد من الاقتصاديين أن يظل النمو الاقتصادي للصين ضعيفاً نسبياً في عام 2025، على الرغم من التدابير التحفيزية الأخيرة التي اتخذتها بكين. حيث إن هذه التدابير، التي أُعلنت في أواخر سبتمبر/أيلول، لم تُحدث رد فعل قوي في الأسواق، بينما أدى تباطؤ النمو منذ جائحة "كوفيد-19" وزيادة اعتماد السيارات الكهربائية إلى تقليل الطلب على النفط في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
اقرأ أيضاً: كيف فقدت الصين 432 مليارديراً وسط الأزمات الاقتصادية؟
أسعار النفط ترتفع بأكثر من 2%
تأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من اتفاق الدول الأعضاء في مجموعة "أوبك+" على تأجيل زيادة الإنتاج المخططة لشهر ديسمبر/كانون الأول لمدة شهر، مما أدى إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي بأكثر من 2%.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.24% ليصل إلى 71.73 دولاراً للبرميل، في حين صعد خام برنت بنسبة 2.17% ليصل إلى 75.27 دولاراً بحلول الساعة 12 ظهراً بتوقيت لندن.
وقال الأمين العام لأوبك، هيثم الغيص: "هذه ليست المرة الأولى التي نؤجل فيها الزيادة، والتي من المفترض أن يتم تنفيذها بشكل تدريجي ... هذا مجرد استمرار لسياستنا في التأكد من أن نكون يقظين جداً تجاه السوق"، مضيفاً أن هناك المزيد مما سيتم دراسته والنظر فيه قبل الاجتماع الوزاري المقبل في الأول من ديسمبر/كانون الأول.
ونفذت "أوبك+"، التي تتألف من الدول الأعضاء في أوبك وعدة دول منتجة أخرى خارج المنظمة، سلسلة من التخفيضات وتمديدها منذ أواخر 2022 وسط تزايد الإمدادات العالمية في محاولة لدعم السوق.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي