كيف حول رجلاً يقارب "الخمسين" عملاً جانبياً إلى شركة رابحة تحقق أكثر من 6 ملايين دولار؟

في يوم عادي في استوديو الفخار الخاص بـ جونو باندولفي في مدينة يونيون بولاية نيوجيرسي، يقوم هو وفريقه المكون من 30 شخصاً بتفريغ أكثر من ألف قطعة من 13 فرناً، ثم شحن الأطباق والأوعية والأكواب إلى المطاعم والطهاة المنزليين حول العالم.

يتم بيع أدوات المائدة متعددة القوام التي ينتجها الاستوديو وتستخدم في مئات المطاعم، وكذلك في المسلسل التلفزيوني الشهير "The Bear" على قناة FX. مما ساعد الشركة على تحقيق الربحية في عام 2012، لكن عندما أغلق وباء كوفيد-19 المطاعم، توسعت شركة Jono Pandolfi Designs في عروضها المباشرة للمستهلكين، كما يقول باندولفي.

إيرادات تتجاوز 6 مليون دولار

كانت خطوة مربحة: الآن، تمثل المبيعات المباشرة للمستهلكين ما يقرب من نصف إيرادات الشركة. وفي نهاية ديسمبر كانون الأول، توقعت الشركة أن تحقق أكثر من 6.6 مليون دولار في عام 2024، وفقاً لـ CNBC .

يقول باندولفي (48 عاماً): "أعتقد أنه من الصعب للغاية على فنان سيراميكي أو شخص درس الطين أن يبني عملاً تجارياً يحقق أكثر من 6 ملايين دولار سنوياً".

يمكن للعملاء الآن شراء منتجات باندولفي —مثل مجموعات الأربعة قطع التي تبدأ من 172 دولاراً على موقعها الإلكتروني.

ويبلغ سعر وعاء المكرونة بحجم 8 بوصات 51 دولاراً، وهو مصنوع من طين قيمته حوالي دولار واحد، لكن تكاليف العمل تكون أعلى بكثير، وفقاً لباندولفي، الذي رفض الكشف عن هوامش الربح العامة للشركة.

اقرأ أيضاً: الفتوش.. "نجم" المائدة يرهق جيوب اللبنانيين في رمضان

2012 نقطة تحول في تاريخ الشركة

بينما تظل العمالة أكبر نفقات العمل في الشركة، فإن عملية الحرق والتزجيج للأوعية تتطلب أيضاً استثماراً مالياً. بمجرد أن بدأ الاستوديو في التعامل مع عملاء بارزين مثل "أنثروبولوجي" و "كريت آند باريل"، كان يحتاج إلى مزيد من الأفران لمواكبة الطلب. وقد أخذت الشركة ثلاثة قروض، تتراوح قيمتها بين 100 ألف دولار و200 ألف دولار، بدءاً من عام 2016، كما يقول باندولفي.

يضيف باندولفي: "الأفران تدفع ثمن نفسها حقاً". "لقد بنينا هذا العمل بالكامل من تدفقنا النقدي الخاص". على سبيل المثال، يمكن للفرن الكبير الذي يعمل بالغاز في الاستوديو حرق حوالي 500 طبق عشاء في الليلة، مما ينتج عنه نحو 18 ألف دولار من الإيرادات المحتملة.

لكن توسيع قدرة الإنتاج والإيرادات للشركة استغرق عقوداً. بدأ باندولفي الشركة كعمل جانبي ومنفذ إبداعي شخصي في عام 2004، بينما كان يُدرس السيراميك ويعمل مع شركات تصنيع أكبر لتغطية الفواتير، كما يقول. عندما فقد وظيفته في التصنيع بعد ست سنوات، اعتبرها علامة لتوسيع شركته بدوام كامل، مع العمل حوالي 60 ساعة في الأسبوع.

وجاء التحول الكبير لشركته في عام 2012، عندما فتح "فندق نو ماد" في نيويورك وطلب أكثر من 6 آلاف قطعة في صفقة قيمتها 100 ألف دولار، كما يقول باندولفي. بعد مشروع فندق نو ماد، استأجر أول موظف بدوام كامل وبدأ في شراء المزيد من المعدات، كما يضيف. 

يظل بناء العمل ببطء، وزيادة الإنتاج والعائدات وهوامش الربح تدريجياً، الهدف الأكبر لباندولفي، كما يقول. ويبدو أن تحول الشركة إلى استراتيجية البيع المباشر للمستهلكين يدعم هذا الهدف حتى الآن: فقد جلبت الشركة ما يقرب من 5.2 مليون دولار في عام 2023، وحققت أكثر من ثلاثة أضعاف إيراداتها منذ عام 2020.

يقول باندولفي: "لقد كان من المهم للغاية بالنسبة لي... منذ اليوم الأول، أن أبني هذا [العمل] بطريقة قوية ودائمة".

ويضيف: "أعتقد أن الهدف الآن هو الاستمرار في الحفاظ على هذا النمو المستدام لعدة سنوات قادمة... مع الحفاظ على طابع هذا المكان كما هو".