حذر رؤساء شركات اليوم الأربعاء من أن تعطل الشحن في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين في اليمن قد يؤثر على سلاسل الإمدادات لأشهر وقد يؤدي إلى نقص الناقلات اللازمة لنقل الوقود.
وأدت الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على سفن في المنطقة منذ نوفمبر تشرين الثاني إلى تباطؤ التجارة بين آسيا وأوروبا وأثارت قلق القوى الكبرى ومثلت تصعيدا للحرب التي تخوضها إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة أشهر مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
ويقول الحوثيون إنهم يشنون هجماتهم تضامنا مع الفلسطينيين ويهددون بتوسيع الهجمات لتشمل السفن الأمريكية ردا على الضربات الأميركية والبريطانية على مواقعهم في اليمن.
قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس جو بايدن أعادت اليوم الأربعاء الحوثيين في اليمن إلى قائمة الجماعات "الإرهابية"، في أحدث محاولة من جانب واشنطن لوقف الهجمات على الشحن الدولي.
وأضاف المسؤولون أن تصنيف الحركة المتحالفة مع إيران على أنها جماعة "إرهابية عالمية" يهدف إلى قطع التمويل والأسلحة التي استخدمتها لمهاجمة أو خطف السفن في ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي تدعم بلاده حماس في حربها مع إسرائيل، إنه يتعين إنهاء الحرب في غزة حتى تنتهي الأخطار التي تهدد الشحن.
اقرأ أيضاً: القوات البحرية المشتركة تُحدث توجيهات السفن بتجنب العبور من مضيق باب المندب لعدة أيام
وقال عبد اللهيان في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن "انتهاء الإبادة الجماعية في غزة سيؤدي إلى نهاية الأعمال العسكرية والأزمات في المنطقة". وقال مصدر حكومي اليوم الأربعاء إن الهند أجرت محادثات دبلوماسية مع إيران وتتخذ إجراءات أخرى للمساعدة في حماية مصدريها من تأثير الهجمات.
وأصدرت شركة ميرسك وخطوط شحن كبيرة أخرى تعليمات لمئات السفن التجارية بالابتعاد عن البحر الأحمر وسلوك الطريق الأطول حول أفريقيا أو التوقف مؤقتا حتى تتوافر سلامة السفن.
وقال فينسنت كليرك الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك لمنتدى رويترز للأسواق العالمية في دافوس إن البحر الأحمر "أحد أهم شرايين التجارة العالمية وسلاسل التوريد العالمية وهو مسدود حاليا". وأضاف أن التعطل سيستمر شهورا على الأرجح.
ويشعر مسؤولون تنفيذيون في قطاع البنوك بالقلق من أن الأزمة قد تخلق ضغوطا تضخمية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تأخير خفض أسعار الفائدة أو التراجع عن خطوة الخفض.
وارتفعت كلفة الشحن أكثر من المثلين منذ أوائل ديسمبر كانون الأول، وفقا لمؤشر الحاويات العالمي التابع لشركة دروري للاستشارات البحرية، وتقول مصادر في التأمين إن علاوة مخاطر الحرب للشحنات عبر البحر الأحمر ترتفع أيضا.
وتستهدف الهجمات طريقا يمثل نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية ويعمل كقناة حيوية بين أوروبا وآسيا. وكانت شركة التجارة اليابانية سوميتومو أحدث الشركات التي تتضرر من الهجمات بعد أن قالت إن بعض شحناتها في البحر الأحمر تأثرت بالوضع هناك.
تسببت الهجمات في تعطل كبير للموانئ الإيطالية وتثير احتمال أن تجبر الأزمة، إذا طال أمدها، الشركات على الابتعاد بحركة الشحن عن البحر المتوسط لفترة أطول.
قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الأربعاء إن بلاده تريد من أعضاء الاتحاد الأوروبي الاتفاق الأسبوع المقبل على تكوين مهمة أمنية بحرية تابعة للاتحاد الأوروبي يكون بوسعها العمل في أقرب وقت ممكن.
اقرأ أيضا:الرئيس التنفيذي لـ Maersk: اضطراب الشحن في البحر الأحمر قد يستمر أشهر
وطريق الشحن البديل حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا يضيف ما بين 10 إلى 14 يوما إلى فترة الرحلة مقارنة بعبور البحر الأحمر وقناة السويس.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو إن استطالة أمد هجمات الحوثيين على السفن ستؤدي إلى نقص في الناقلات.
وفي علامة على التوترات، اقتربت ثلاث زوارق وطائرة مسيرة من سفينة حاويات ترفع علم مالطا اليوم الأربعاء على بعد 10 أميال جنوب غرب ذو باب اليمنية. وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري في مذكرة استشارية إنه لم يتم رصد أضرار أو إصابات.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي