بينما يخفض الرئيس خافيير مايلي، الإنفاق في بوينس آيرس؛ لمعالجة الأزمة الاقتصادية الحادة في الأرجنتين، تحاول مقاطعة لاريوخا الشمالية، على بعد 600 ميل، اتباع نهج مختلف: طباعة عملتها الخاصة.
تقشف مايلي يؤثر بشدة على لاريوخا، التي يسكنها 384 ألف شخص، والتي يأتي ما يقرب من 75% من ميزانيتها من الضرائب المعاد توزيعها التي تجمعها الحكومة الوطنية.
ونقلت صحيفة Financial Times البريطانية عن حاكم المقاطعة ريكاردو كوينتيلا، قوله إن الموارد المالية لـ " لاريوخا" تم تدميرها في الأشهر الأخيرة، لا سيما مع وقف الرئيس الأرجنتيني مشاريع الأشغال العامة، ورفضه تحويل مبلغ 20.8 مليار بيزو (26 مليون دولار) الذي يقول إن لاريوخا إنها مبالغ مستحقة على أساس تاريخي (بموجب اتفاقات مع الحكومة المركزية).
لكنه وأضاف: "لدينا أموال كافية للصمود لمدة أربعة أو خمسة أشهر فقط إذا لم تقم الحكومة بتحويل ما تدين به".
اقرأ أيضاً: إضراب واسع في الأرجنتين بمواجهة "علاج الصدمة" الاقتصادي للرئيس مايلي
وفي محاولة لدفع أجور العاملين في القطاع العام، وافق المجلس التشريعي لولاية لاريوخا، الذي تهيمن عليه الحركة البيرونية ذات الميول اليسارية التي ينتمي إليها كوينتيلا، على خطة لإصدار ما يسمى " bocades" بقيمة 22.5 مليار بيزو (28 مليون دولار).
يمكن استخدام هذه السندات الحكومية الإقليمية لدفع الضرائب المحلية، وفواتير الخدمات العامة مثل الطاقة والمياه، و- من الناحية النظرية - لشراء السلع من الشركات الخاصة.
سيتم استخدام عملة bocades - الملقبة بـ "شبه العملة" في الأرجنتين - لزيادة رواتب موظفي القطاع العام بنسبة 30%. ووفق كوينتيلا فإنه سيبدأ إصدارها في غضون 90 يوماً، على الرغم من أن لاريوخا قد تختار إصدارها رقمياً فقط.
اقرأ أيضاً: الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي يوقع مرسوماً للإصلاح الاقتصادي
وأوضح أن bocades سيكون قابلاً للاستبدال بالبيزو في البنك المملوك للمقاطعة. ومع ذلك، ونظراً لندرة المعروض من البيزو في المقاطعة، تعتمد الخطة على "بدء الناس في الثقة في قيمة السندات" حتى لا يستبدلوها على الفور.. وبمجرد أن يبدأ تداول السندات، فإنها "ستمنحنا مجالاً للتنفس وحقنة في نظامنا الاقتصادي".
بينما انتقد الاقتصاديون خطة لاريوخا على نطاق واسع، قائلين إنها من غير المرجح أن تحظى بثقة كافية من السكان للعمل كما تصور كوينتيلا، وأن طباعة النقود قد تكون خطيرة بالنظر إلى معدل التضخم السنوي في الأرجنتين البالغ 211% وفق تقرير الصحيفة البريطانية.
شاهد: التضخم في الأرجنتين يتجاوز 200% .. ويتخطى فنزويلا
تمثل مناورة كوينتيلا التحدي الأكثر جرأة حتى الآن من قبل أي من حكام الأرجنتين الثلاثة والعشرين لأجندة مايلي التقشفية.
وهناك صراع شرس مع زعماء المقاطعات في الكونغرس الأرجنتيني، حيث يحتفظ ائتلاف لا ليبرتاد أفانزا بزعامة مايلي بأقل من 15% من مقاعد مجلس النواب، وغالبًا ما يتأثر المشرعون بشدة بحكام الولايات.
واضطر مايلي الأسبوع الماضي إلى التراجع عن مجموعة من تخفيضات الإنفاق وزيادة الضرائب التي تعتبر محورية في خطته لتحقيق التوازن في الميزانية في عام 2024 بعد أن عرقلتها أحزاب المعارضة. وقد هدد بإجراء تخفيضات على تمويل المقاطعات بدلاً من ذلك.
وفي يوم الأربعاء، أرسل وزير داخليته رسالة إلى حكومة لاريوخا يحذر فيها من أن إصدار عملتها الخاصة غير قانوني ويمكن أن يعرض التمويل المستقبلي للمقاطعة للخطر.
وانخرطت المقاطعات الأرجنتينية في التعامل مع شبه العملات من قبل. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وسط ركود حاد وعدة سنوات من الانكماش، أصدرت أكثر من 12 مقاطعة بما في ذلك لاريوخا سندات كانت بمثابة عملات.
لتبقى على اطلاع بآخر الأخبار تابع CNBC عربية على الواتس آب اضغط هنا وعلى تليغرام اضغط هنا
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي