ماذا الذي قد يعنيه التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

جاءت تقلبات سوق الأسهم هذا الأسبوع بعد أن أثار تقرير الوظائف الأميركي لشهر يوليو/ تموز المخيب للآمال المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة. بينما تخطف حالة عدم اليقين الأضواء بشكل متزايد مع اتجاه الولايات المتحدة نحو الانتخابات الرئاسية خلال هذا الخريف.

تباطأ الاقتصاد تدريجياً لعدة أشهر، كما انخفض التضخم، لكن الولايات المتحدة تحدت مراراً وتكراراً التحذيرات السابقة من الركود الوشيك، على الرغم من اختلاف خبراء الاقتصاد حول ما إذا كانت الظروف الحالية تشكل خطراً وشيكاً.

المؤكد هو أن التوقعات الاقتصادية تحمل آثاراً غامضة على المنافسة في انتخابات نوفمبر بين نائبة الرئيس كامالا هاريس، والرئيس السابق دونالد ترامب، بحسب ما قاله خبراء لشبكة ABC News.

التأثير على هاريس في هذه الحالة

 

قال الخبراء إن فترة من الاضطرابات في السوق خلال شهر أغسطس/ آب لن تؤثر بشكل ملموس على نتيجة الانتخابات، ولن يؤثر التباطؤ الاقتصادي المعتدل خلال الأشهر المقبلة. ومع ذلك، أضافوا أن نوبة حادة من الضعف الاقتصادي من شأنها أن تلحق الضرر بمستقبل هاريس الانتخابي.

اقرأ أيضاً: استطلاع: هاريس مرشحة أفضل من ترامب للاقتصاد بين الشباب الأميركي

وقال الزميل البارز في مركز بول تساي الصيني في كلية الحقوق بجامعة ييل، والذي أمضى ثلاثة عقود من العمل في مورغان ستانلي، ستيفن روتش: "في المحصلة النهائية، فإن التأثير الاقتصادي على احتمالات الانتخابات متعادل من حيث النتائج. سوف يتطلب الأمر تباطؤاً أكثر حدة لبدء التأثير السلبي على شبه شاغل المنصب" أي كامالا هاريس نائبة الرئيس حالياً.

كان الانخفاض الأخير في سوق الأسهم مدفوعاً بتقرير الوظائف المخيب للآمال يوم الجمعة. وظف أصحاب العمل 114 ألف عامل في يوليو/ تموز، وهو ما يقل كثيراً عن توقعات الاقتصاديين التي سجلت 185 ألف وظيفة. وفي يوم الاثنين، عانى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من أسوأ جلسة تداول له منذ عام 2022. واستعاد المؤشر منذ ذلك الحين كل تلك الخسائر تقريباً.

ارتفع معدل البطالة هذا العام من 3.7% إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2021. وأدى هذا الاتجاه إلى ظهور مؤشر ركود يُعرف باسم "قاعدة Sahm"، والذي ينص على أن ارتفاع متوسط معدل البطالة لثلاثة أشهر بمقدار 0.5 نقطة مئوية عن أدنى معدل بطالة خلال آخر 12 شهراً، يسبق عادة الركود.

ومع ذلك، لا يزال سوق العمل ينمو ويظل معدل البطالة عند مستوى منخفض تاريخياً. وفي الوقت نفسه، نما الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بمعدل قوي على مدى الربع الثاني من عام 2024، متسارعاً من الربع السابق، وتجاوز متوسط ​​النمو في عام 2023.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستانفورد الذي يدرس تصورات الاقتصاد، جون كروسنيك، لشبكة ABC News: "لا يركز الناس بشكل دقيق على ما يحدث خلال يومين في أغسطس عندما تكون الانتخابات في نوفمبر". "هناك الكثير من الأسباب للقول: دعونا لا ننزعج بعد".

ومع ذلك، فإن التسارع المحتمل للتباطؤ الاقتصادي يشكل خطراً على هاريس، وفقًا للخبراء.

على مدار عام مضى، أبقى الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة ثابتة عند أعلى مستوى لها منذ عام 2001. وأثقلت تكاليف الاقتراض المرتفعة كاهل المستهلكين والشركات، مما أدى إلى إبطاء زيادات الأسعار مع تهدئة سوق العمل وتعريض الولايات المتحدة لخطر الركود.

أشار رئيس الفدرالي الأميركي، جيروم باول، الأسبوع الماضي إلى أن البنك المركزي قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر، وهو ما يتوافق مع توقعات المستثمرين على نطاق واسع بحدوث مثل هذه الخطوة.

مرونة سوق العمل

قال أستاذ التمويل بجامعة جورج تاون الذي يدرس كيف يفهم الناس الأخبار الاقتصادية، فرانشيسكو داكونتو، إن الارتفاع الحاد في معدل البطالة خلال الأشهر المقبلة قد يعرض آفاق هاريس للخطر.

وأضاف داكونتو: "من المهم حقاً بالنسبة للبطاقة الديمقراطية أن تكون سوق العمل مرنة حتى الانتخابات على الأقل"، مشيراً إلى أنه يعتبر الركود الوشيك غير مرجح.

وقال أستاذ في جامعة ييل يشرف على نموذج يتنبأ بالانتخابات بناءً على الظروف الاقتصادية، راي فير، لشبكة ABC News، إن توقعات الانتخابات ظلت دون تغيير إلى حد كبير منذ بداية العام.

في الشهر الماضي، بعد أيام قليلة من استبدال هاريس بالرئيس بايدن في بطاقة الحزب الديمقراطي، وضع هذا الأمر هاريس في تعادل افتراضي مع ترامب. وقال فير: "من وجهة نظر اقتصادية، الانتخابات متقاربة للغاية"، مشيراً إلى أن التباطؤ الاقتصادي المعتدل كان لصالح الجمهوريين، بينما أفاد انخفاض التضخم الديمقراطيين.

اقرأ أيضاً: استطلاع CNBC: ترامب يتقدم على هاريس.. الأميركيون مقتنعون بقدرته على إحداث تغيير في الاقتصاد

وقال فير إن تغيير هذه التوقعات سيحتاج إلى حدوث تباطؤ اقتصادي حاد خلال الأشهر المقبلة.

في يوم الأحد، رفع خبراء الاقتصاد في غولدمان ساكس احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة في العام المقبل من 15% إلى 25%.

وقال فرانشيسكو داكونتو إن الوقت المتبقي للأداء الاقتصادي كافٍ لتحويل آفاق الانتخابات لهاريس أو ترامب. لكنه أضاف أنه من غير المرجح أن تتغير الظروف إلى الدرجة التي قد تؤدي لحدوث ذلك.

وقال داكونتو: "بالطبع، من الصعب جداً التنبؤ بما سيحدث".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة