أصبح مؤسس شركة التجارة الإلكترونية Pinduoduo (وشركتها الأم PDD)، كولين هوانغ، أغنى شخص في الصين وفي المركز 27 عالمياً، بعد أن حل محل مؤسس شركة المشروبات Nongfu Spring، تشونغ شانشان، وفقاً لقائمة فوربس للمليارديرات في الوقت الفعلي.
انتزع هوانغ، البالغ من العمر 44 عاماً، يوم الخميس الثامن من أغسطس/ آب، صدارة القائمة بثروة بلغت 46.9 مليار دولار، قبل أن ترتفع إلى 48.7 مليار دولار حالياً، بحسب تقديرات فوربس، مقابل 46.6 مليار دولار لشانشان.
تنحى رائد الأعمال عن منصبه كرئيس لشركة PDD Holdings، صاحبة تطبيق التسوق الاقتصادي تيمو Temu، في عام 2021، لكنه يواصل الحصول على صافي ثروته من حصة كبيرة في الشركة التي تجاوزت قيمتها السوقية مستوى 190 مليار دولار، بحسب موقع Companies Market Cap.
مشوار نجاح قطعه هوانغ من أجل أن يصبح في هذه المرتبة رغم سن الصغير نسبياً مقارنة بمتصدري قائمة أصحاب المليارديرات على مستوى العالم، وإليكم أبرز ملامح هذا المشوار:
من هو كولين هوانغ؟
ولد كولين هوانغ عام 1980 لوالدين يعملان في مصنع على مشارف هانغتشو، وهي مدينة تقع في مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين. وهي أيضاً مقر شركة التجارة الإلكترونية العملاقة "علي بابا" التابعة لجاك ما، بحسب موقع Business Insider.
ذهب هوانغ إلى مدرسة ابتدائية "عادية"، ولكن بعد فوزه بجائزة في أولمبياد الرياضيات، طلب منه معلمه إجراء اختبار القبول في مدرسة هانغتشو للغات الأجنبية (HFLS) الانتقائية للغاية، بحسب ما كتبه هوانغ عن بعض جوانب حياته في مدونة Medium التي تم تعليقها الآن.
اقرأ أيضاً: "The Boss".. من هو الفنان الأميركي بروس سبرينغستين الذي أصبح مليارديراً؟
حصل هوانغ على مكان في المدرسة، لكنه لم يرغب في الذهاب في البداية لأنه اعتقد أن المدرسة تركز على اللغات الأجنبية. كتب هوانغ: "أردت الذهاب إلى مدرسة قوية في الرياضيات والفيزياء والكيمياء".
وأضاف: "لاحقاً، اتصل بي مديرنا وأقنعني بالذهاب. في الماضي، [الحمد لله] أنني اخترت الذهاب إلى HFLS".
في أواخر التسعينيات، كان هوانغ واحداً من عدد قليل نسبياً من الشباب الصينيين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت وأصدقاء دوليون.
في سن الثامنة عشرة، بدأ هوانغ دراسة علوم الكمبيوتر في جامعة تشجيانغ. في سنته الأولى، تم اختياره كزميل في مؤسسة ميلتون، التي أنشأها مؤسس فيريفون، بيل ميلتون.
اختارت المؤسسة طلاباً شباباً من المناطق الناشئة في جميع أنحاء العالم. تم منح كل زميل جهاز كمبيوتر وبيانات إنترنت حتى يتمكنوا من تصفح الويب وإرسال رسائل إلى زملاء آخرين. يمكنهم أيضاً السفر إلى دولة عضو كل عام. يرى هوانغ أن هذه التجربة أسهمت في منحه عقلية أكثر دولية من معظم الناس في الصين.
لكن هوانغ لديه ندم كبير على شبابه، وكتب على مدونته على Medium: "كنت شديد التركيز على تحقيق الأهداف وأهدرت الكثير من الوقت في السعي إلى أن أكون الأول في الفصل وأن أكون طالباً جيداً". وأضاف أنه تمنى لو أمضى المزيد من الوقت في التمرد والشقاوة و"التمتع بالشباب فقط".
حصل رائد الأعمال الصيني على راتبه الأول كمتدرب في مايكروسوفت وعمل في مايكروسوفت بكين ومكتب الشركة في ريدموند بواشنطن، حيث لاحظ أنه كان يتقاضى أجراً أعلى بكثير.
لكنه لم يختر البقاء بعد التخرج. كتب هوانغ في منشور على مدونته أن أحد المرشدين أخبره أن ينظر إلى شركة تسمى غوغل.
عمله في غوغل
تخرج هوانغ بدرجة الماجستير في علوم الكمبيوتر من جامعة ويسكونسن ماديسون، في عام 2004، وحصل على أول وظيفة بدوام كامل له في غوغل كمهندس برمجيات قبل أن يصبح مدير إنتاج. في ذلك الوقت، كانت غوغل تستعد لدخول الصين، وأصبح هوانغ جزءاً من الفريق الخاص بالشركة في بلاده بعد ذلك.
تم طرح غوغل في 19 أغسطس/ آب 2004، وجمعت أكثر من 1.9 مليار دولار، وذلك بعد انضمام هوانغ لها بستة أشهر فقط. وتذكر هذه الفترة المبهجة في منشور على مدونته. كتب: "لقد نمت الأرباح التشغيلية وعدد [الموظفين] بسرعة"، بينما "زاد رصيده المصرفي فجأة كثيراً أيضاً".
اقرأ أيضاً: رئيس شركة يحول 88% من موظفيه إلى مليونيرات .. كيف فعلها؟
انتقل هوانغ إلى الصين في عام 2006 للمساعدة في إنشاء غوغل الصين، حيث رأى مدى صعوبة المنافسة التي تواجهها شركات التكنولوجيا الأجنبية مع الشركات الصينية المحلية.
قال هوانغ إنه تعلم الكثير خلال فترة عمله في غوغل ولم يدرك مدى حظه حتى بعد مغادرته في عام 2007. وكتب: "لم أدرك إلا بعد ثلاث أو أربع سنوات من مغادرتي غوغل مدى ندرة الانضمام إلى شركة مثل غوغل في ذلك الوقت".
مشواره الخاص بعد الاستقالة من غوغل
بعد استقالته في عام 2007، بدأ هوانغ موقع التجارة الإلكترونية Oukou، الذي يبيع الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية مثل الهواتف المحمولة والأجهزة المنزلية. باع المشروع بعد ثلاث سنوات في عام 2010، قبل أن يبدأ شركته الثانية، Leqi، التي ساعدت العلامات التجارية الأجنبية في تسويق متاجرها عبر الإنترنت على منصات التجارة الإلكترونية الصينية مثل Tmall وJD.
وكان مشروعه الثالث هو استوديو الألعاب Xunmeng، الذي ابتكر ألعاب تقمص الأدوار على شبكة الإنترنت.
أطلق هوانغ شركته الحالية Pinduoduo في عام 2015 في مجال التجارة الإلكترونية الذي تهيمن عليه Alibaba وJD. ولكن بعد اكتساب الخبرة في كل من التجارة الإلكترونية والألعاب، اعتقد رائد الأعمال أنه يمكنه تحقيق النجاح من خلال تحويل التسوق عبر الإنترنت إلى لعبة. جمع ثمانية ملايين دولار من مجموعة من المستثمرين بقيادة Banyan في عام 2015، وحوالي 100 مليون دولار أخرى في العام التالي.
بالاستفادة من خبرته في الألعاب، حول هوانغ Pinduoduo إلى تطبيق تسوق "مليء بالألعاب" مع ميزات ممتعة لتشجيع الزيارات اليومية. وكما كتب هوانج في نشرة الاكتتاب العام الأولي للشركة، فإن Pinduoduo يشبه مزيجاً من Costco وDisneyland.
بالإضافة إلى خدمات التجارة الإلكترونية، تقدم Pinduoduo للمستخدمين مكافآت نقدية للعب لعبة تتضمن جلب الآخرين إلى المنصة. واجتذب هذا النهج أعداداً كبيرة من المشترين، وبالتالي البائعين، الذين يدفعون مقابل الإعلان، وهو أمر أساسي لنموذج أعمال الشركة ويولد إيرادات أكثر من المبيعات.
تداول أسهم شركته في وول ستريت واستقالته من منصبه
بدأت أسهم Pinduoduo التداول في ناسداك في 26 يوليو/ تموز 2018، لكن المؤسس بقي في شنغهاي، لحضور حفل قرع الجرس المتزامن مع المستثمرين والعملاء. وذكر أنه يميل إلى تجنب السفر لمسافات طويلة لمنع تفاقم عدوى الأذن المتكررة لديه.
في الأول من يوليو/ تموز 2020 استقال هوانغ من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة PDD Holdings، الشركة الأم لشركة Pinduoduo.
اقرأ أيضاً: قصة نجاح ملهمة للعصامية الأميركية مارتين روثبلات كان وراءها مرض نادر لابنتها
تولى تشين لي، الموظف المؤسس الذي كان كبير مسؤولي التكنولوجيا في PDD لمدة أربع سنوات تقريباً، منصب الرئيس التنفيذي وحل محل هوانغ كرئيس للشركة في مارس/ آذار 2021.
منذ أبريل/ نيسان 2023، شارك لي دور الرئيس التنفيذي مع جياتشن تشاو، العضو المؤسس لشركة Pinduoduo، الذي كان النائب الأول لرئيس الشركة منذ عام 2018 وعمل في عمليات البقالة والزراعة وسلسلة التوريد بالشركة.
منذ أن ترك قيادة الشركة، ركز هوانغ على الأبحاث في مجال الغذاء وعلوم الحياة.
ازدهار مبيعات PDD منذ إطلاق تطبيق تيمو Temu
أطلقت PDD Holdings تطبيق تيمو Temu في الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2022، لكن تطبيق التسوق بسعر مخفض لم يصبح معروفاً على نطاق واسع حتى عرض الإعلانات خلال Super Bowl.
في غضون بضعة أشهر فقط، اقتحم Temu طريقه إلى قمة قوائم التنزيل، ليصبح التطبيق المجاني الأول في كل من متجر Google Play ومتجر Apple App Store.
تعمل شركة Temu حصرياً كسوق، حيث يقدم البائعون - المتمركزون في الغالب في الصين - مجموعة واسعة من العناصر التي تتراوح من الأزياء السريعة والمكياج إلى الإلكترونيات والأدوات المنزلية على موقعها الإلكتروني وتطبيقها. تم إطلاق هذا السوق للتنافس مع أمثال موقع Shein الصيني للأزياء السريعة.
تبيع شركة Temu سلعها الرخيصة باستخدام عبارة "تسوق مثل الملياردير"، وتركز موقعها وتطبيقها على الخصومات التي يمكن للعملاء الحصول عليها. كما أنه يدفع المتسوقين إلى الشراء بسرعة باستخدام عبارات مثل "تم بيعه تقريباً" و"بقي 29 فقط".
وساعد النجاح الدولي الذي حققته شركة Temu في زيادة مبيعات PDD وتقييمها الإجمالي. أعلنت الشركة عن إيرادات بقيمة 34.9 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 90% عن عام 2022.
يعد هوانغ الآن أغنى شخص في الصين، لكن ثروته لم تكن مستقرة، فهي بعيدة كل البعد عن ذروتها التي بلغت أكثر من 70 مليار دولار في أوائل عام 2021. وانخفضت في العام التالي ولكنها ظلت منذ ذلك الحين في ارتفاع بشكل عام.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي