غالباً ما يتخلف قطاع العقارات عن اللحاق بتحديثات التكنولوجيا، لكن مع طفرة الذكاء الاصطناعي تبدّل المشهد.
يؤدي إدماج الذكاء الاصطناعي إلى تغيير كيفية تفاعل المشترين والبائعين مع الوكلاء، مما يقود إلى تغيير الديناميكيات التنافسية في الصناعة بشكل أساسي.
ومع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي للعمليات اليومية لأعمال وكيل العقارات من خلال أتمتة المهام، بدءاً من إنشاء قوائم العقارات وحتى إجراء تحليلات للأحياء والمربعات السكنية تحوّل عمل الوكيل العقاري بشكل ما.
شاهد أيضاً: كبرى الشركات الأميركية تعتبر الذكاء الاصطناعي "خطراً محتملاً".. ولكن لماذا؟!
يقول الرئيس التنفيذي لشركة Serhant ريان سيرانت، ونجم تلفزيون الواقع في برنامج Owning Manhattan، إن الذكاء الاصطناعي يجعل العقارات أقل ارتباطاً بالوصول إلى المعلومات وأكثر مرونة للوكيل الذي يبني علاقات أعمق مع العملاء. ويتوقع أن يكون هناك تحول في العقلية في طريقه حيث يستفيد الوكلاء من الذكاء الاصطناعي وفي الوقت نفسه يضطرون إلى إيجاد طرق جديدة لتمييز أنفسهم في سوق تنافسية بشكل متزايد.
ويسأل سيرانت في قمة CNBC Evolve AI Opportunity التي أقيمت في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي: "إذا كنا جميعاً نستخدم الذكاء الاصطناعي ولدينا نفس المستوى من الخبرة، فمن سيفوز؟". ويجيب "إنها لعبة جذب الانتباه".
إن شراء منزل هو أكبر استثمار يقوم به معظم الأميركيين في حياتهم، مما يجعل العقارات عملاً يمكن من خلاله تحقيق نجاح أكبر من خلال إضفاء لمسة شخصية أكبر من جانب الوكيل. يقول سيرانت لقناة CNBC إن الميزة الكبيرة التي يراها في استخدام الذكاء الاصطناعي هي توفير المزيد من الوقت للوكيل العقاري لتقديم الاهتمام الشخصي لعملائه.
يقول سيرانت: "لم يعد المنتج في المبيعات مجرد مجموعة من المهارات. إنه الاهتمام بمجموعة المهارات".
قامت شركته الخاصة، Serhant، بتطوير خدمة تسمى Simple لأتمتة المبيعات للتعامل مع المهام اليومية في إدارة علاقات العملاء، والتي تستهلك عادةً أكثر من 60% من وقت الوكلاء.
يتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية توليد العملاء المحتملين، وأتمتة الحملات التسويقية، وتوفير التحليلات التنبؤية لتحديد الفرص، ولكن هذا لا يحل محل الدور الحاسم للوكيل في تقديم أعلى أداء.
اقرأ أيضاً: مع ارتفاع التكاليف في الفترة الأخيرة.. متى يمكن تفضيل الشراء عن الإيجار والعكس؟
يقول سيرانت إن الذكاء الاصطناعي لن يجعل العلاقات افتراضية، ولكن بالنسبة لوكلاء العقارات الذين يتبنون ثورة الذكاء الاصطناعي، والتي يقول إنها خطوة ضرورية للقيام بها، حيث ستعزز علاقاتهم بالعملاء والسوق.
ويشرح الخبير العقاري، ومقره مدينة نيويورك الأميركية، أن جعل الوصول إلى بيانات السوق في الوقت الفعلي ورؤية المبيعات أقل صعوبة قد يسمح للوكلاء من الشركات الصغيرة بالتنافس على قدم المساواة مع الشركات العقارية الكبرى، مع توافر عامل الثقة في المبيعات.
ويرى رايان سيرانت أن هذا سيفيد أيضاً مشتري المنازل والبائعين، مع مجموعة واسعة من الوكلاء المناسبين مع خدمات شخصية معززة وتركيز أكبر على العميل.
لا تزال صناعة العقارات في المراحل الأولى من اعتماد الذكاء الاصطناعي ولا يزال استيعابها ضعيفاً بين المتخصصين في القطاع العقاري، ولكن الاهتمام موجود.
اقرأ أيضاً: الأميركيون أغنى من أي وقت مضى بفضل ارتفاع أسعار العقارات والأسهم
تم تصنيف الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن أفضل ثلاث تقنيات من المتوقع أن يكون لها التأثير الأكبر على العقارات على مدى السنوات الثلاث المقبلة من قبل المستثمرين والمطورين والشركات الشاغلة، وفقاً لاستطلاع تكنولوجيا العقارات العالمية لعام 2023 الذي أجرته شركة جيه إل إل تكنولوجيز. لكن الاستطلاع وجد أيضاً أن المتخصصين في القطاع العقاري لديهم فهم منخفض جداً للذكاء الاصطناعي مقارنة بالتقنيات الأخرى.
وفقًا لسيرانت، فإن الوكلاء الذين يفهمون كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين أعمالهم سيكون لديهم فرص هائلة على مدار العشرين عاماً القادمة للحصول على حصة كبيرة في السوق.
مخاطر الذكاء الاصطناعي
لا يوجد ابتكار تكنولوجي يخلو من المخاطر، ويظل الاحتيال الإلكتروني يمثل تحدياً كبيراً لصناعة العقارات، والذي سيتفاقم بسبب الذكاء الاصطناعي.
في هذا السياق، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI عن زيادة كبيرة على أساس سنوي في خسائر جرائم الاحتيال عبر الإنترنت في عام 2023، مدفوعة بشكل كبير بالمعاملات العقارية. تعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المحسنة على تسهيل المحتالين العقاريين.
ويعلّق سيرانت على الأمر أنه لا يمكن تجاهل الاحتيال، لكنه يعتقد أن العقارات سوف تتكيف مع المخاطر الكامنة في التكنولوجيا الجديدة بنفس الطريقة التي اتبعتها الشركة في الماضي، كما هو الحال مع القوائم الرقمية. ويقول: "مع كل تقدم في التكنولوجيا، يتم وضع قواعد أكبر يمكن أن تساعد في وقف تلك المنتجات المزيفة".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي