تباطؤ الاستهلاك في الصين يؤثر على أرباح الشركات الأميركية والأوروبية

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

من "آبل  Apple" إلى "ستاربكس Starbucks"، تُسجل العلامات التجارية الأميركية تراجعاً آخر في مبيعاتها في الصين خلال الربع المالي الأخير.

ويأتي هذا التراجع في الإيرادات في سوق كان يعد من الأسواق الرئيسية للشركات الأميركية، وسط انخفاض في إنفاق المستهلكين في الصين وازدياد المنافسة من العلامات التجارية المحلية.

وأعلنت "آبل" الأسبوع الماضي أن مبيعاتها في منطقة الصين الكبرى انخفضت بشكل طفيف إلى 15.03 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في 28 سبتمبر آيلول، مقارنة بـ 15.08 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.

وتشمل هذه الأرقام المبيعات من البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ وماكاو وتايوان، بحسب موقع CNBC.

مبيعات آبل في الصين

وفي مكالمة مع المستثمرين، نسب الرئيس التنفيذي تيم كوك الأداء "المستقر" إلى تحسن في أسعار الصرف، مشيرًا إلى بيانات "كانتر" التي أفادت بأن "آبل" كانت تمتلك الهاتفين الذكيين الأكثر مبيعًا في المدن الصينية.

وقد أدى تراجع المبيعات الفصلية إلى تقليص حصة "آبل" من الإيرادات في الصين إلى 15.8% من إجمالي صافي المبيعات، مقابل 16.9% في نفس الفترة من العام الماضي.

وقد تعرضت مبيعات شركة "آبل" لضغوط بسبب تعافي شركة "هواوي  Huawei" في سوق الهواتف الذكية الصينية.

اقرأ أيضاً: أصغر حجماً.. آبل تكشف عن جهاز Mac Mini جديد بعد أول إعادة تصميم منذ 2010

ستاربكس تحت وطأة المنافسة مع الشركات الصينية

تواجه "ستاربكس" ضغطاً أكبر بسبب تزايد المنافسة من العلامات التجارية الصينية والأجنبية التي تتنافس على السوق المحلية، غالباً عن طريق بيع القهوة بأسعار تقل عن نصف أسعار "ستاربكس".

وقالت سلسلة المقاهي الأميركية إن مبيعاتها في نفس المتاجر في الصين انخفضت بنسبة 14% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 29 سبتمبر آيلول، حيث أنفق المستهلكون في المتوسط 8% أقل في كل طلب.

وأوضح الرئيس التنفيذي برايان نيكول في مكالمة مع المستثمرين الأسبوع الماضي، أن المبيعات "تأثرت بشدة بسبب تزايد المنافسة والبيئة الاقتصادية الضعيفة التي أثرت على إنفاق المستهلكين".

وأشار نيكول إلى أنه يحتاج إلى قضاء مزيد من الوقت في الصين لفهم السوق المحلية بشكل أفضل.

 وقال: "جميع المؤشرات تشير إلى أن البيئة التنافسية شديدة، والبيئة الاقتصادية صعبة، ونحن بحاجة إلى إيجاد طريقة للنمو في السوق الآن وفي المستقبل".

 وأضاف: "في هذه الأثناء، نواصل استكشاف الشراكات الاستراتيجية التي قد تساعدنا على النمو على المدى الطويل".

تراجع إيرادات نايكي

أعلنت شركة الملابس الرياضية الأميركية "نايكي Nike" أن إيراداتها من منطقة الصين الكبرى انخفضت بنسبة 4% على أساس سنوي في الربع المنتهي في 31 أغسطس، لتصل إلى 1.67 مليار دولار.

وقال المدير المالي لشركة "نايكي"، ماثيو فريد، للمحللين في مكالمة بتاريخ 1 أكتوبر تشرين الأول، إن "نايكي ليست محصنة من التحديات التي يواجهها المستهلكون في منطقة الصين الكبرى اليوم".

وأضاف أن مبيعات التجزئة لم تحقق توقعات الشركة، وأن "نايكي" قد خفضت توقعاتها لأعمالها في الصين لبقية العام. ومع ذلك، زاد اعتماد "نايكي" على الصين كمصدر للإيرادات، فقد ارتفعت حصة المنطقة من إجمالي الإيرادات إلى 14.4% في هذا الربع، مقارنة بنسبة 13.4% في نفس الفترة من العام الماضي.

اقرأ أيضاً: كيف تستفيد "نايكي" و"ستاربكس" من خطط التحفيز الاقتصادي في الصين؟

الشركات الأوروبية تلحق بقطار الخسائر

أما في أوروبا، فقد تأثرت مجموعة "LVMH" الفاخرة، التي تضم علامات مثل "لويس فيتون" و"ديور"، أيضاً بتباطؤ السوق الصينية. فقد انخفضت إيرادات آسيا (باستثناء اليابان) بنسبة 16% على أساس سنوي في الربع الثالث، وهو تراجع أكبر بكثير من الانخفاض العام في الإيرادات الذي بلغ 3%.

وقال المدير المالي لشركة "LVMH"، جان-جاك غويوني، في 16 أكتوبر تشرين الأول: "ثقة المستهلكين في البر الرئيسي للصين اليوم عادت إلى نفس المستوى المنخفض الذي تم الوصول إليه خلال فترة جائحة كورونا".

واتخفضت إيرادات آسيا (باستثناء اليابان) في أول ثلاثة أرباع من العام إلى 29% من إجمالي إيرادات "LVMH"، مقارنة بنسبة 32% التي تم الإبلاغ عنها في نفس الفترة من عام 2023.

الاعتماد على السوق الصينية

شهدت شركات مثل "آبل" و"ستاربكس" و"نايكي" تراجعاً في حصة السوق الصينية من إجمالي إيراداتها مقارنة بعام 2019، قبل جائحة كورونا.

وقال إسحاق ستون فيش، مؤسس ومدير تنفيذي لشركة الاستشارات الأميركية "ستراتيجي ريسكس": "ما يجعل الصين فريدة نسبياً هو الشراكات والسياسة وأهمية العلاقات مع بكين".

وأضاف فيش: "الأمر يعتمد على مدى تجنب المستثمرين للمخاطر، لكن الناس بحاجة إلى فهم أن هناك احتمالاً حقيقياً لزيادة التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وحتى احتمال غزو صيني لتايوان أو حصار قد يعطل سلاسل الإمداد العالمية ويشوه السوق كما هو اليوم".

اقرأ أيضاً: لجذب الاستثمارات.. الصين تخفف قواعد الاستثمار الأجنبي في الشركات المدرجة

سيارات تسلا تتصدر في الصين

لا تزال شركة "تسلا Tesla" التابعة لإيلون ماسك تعتمد على الصين كمصدر لأكثر من خمس إيراداتها، فقد ارتفعت حصتها إلى 22.5% في الربع المنتهي في 30 سبتمبر أيلول، حيث زادت مبيعات الشركة في الصين بنحو 13% على أساس سنوي لتصل إلى 5.67 مليار دولار.

وكانت "تسلا" قد سجلت مبيعات قوية مع طراز "موديل واي" الذي تصدر قائمة السيارات الكهربائية الأكثر مبيعاً في الصين في سبتمبر أيلول، على الرغم من تزايد المنافسة من الشركات المحلية.

 أديداس تسبح ضد التيار

أما "أديداس Adidas"، فقد شهدت مبيعاتها في منطقة الصين الكبرى زيادة بنسبة 8.7% لتصل إلى 946 مليون يورو (ما يعادل 1.03 مليار دولار). وقد شكلت هذه المبيعات 14.7% من إجمالي إيرادات الشركة البالغة 6.44 مليار يورو في هذا الربع.

وفي مكالمة مع المستثمرين في 29 أكتوبر تشرين الأول، نسب الرئيس التنفيذي لشركة "أديداس"، بيورن غولدن، النمو الأقوى من المتوقع في الربع الثالث إلى "النمو القوي في منطقة الصين الكبرى"، وأشار إلى أن الشركة تقوم بتطوير وإنتاج منتجات في الصين للتنافس محلياً.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة