الانتخابات النصفية في أميركا: هل سيحظى بايدن بعهدة رئاسية ثانية؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

 

بقلم ميسا عيد


محررة في CNBC عربية 

تشهد الولايات المتحدة في 8 من نوفمبر تشرين الثاني 2022 انتخابات نصفية، لانتخاب أعضاء في الكونغرس وحكام الولايات، وتُسمّى بالانتخابات النصفية لأنها تجري بعد عامين من الانتخابات الرئاسية، وغالباً ما ينظر إليها النقّاد والسياسيون على أنها استفتاء على شعبية الرئيس الحالي، وسيكون للنتيجة تأثير كبير على العامين المتبقيين من رئاسة جو بايدن. 

 

آلية عمل الانتخابات النصفية


يتكون الكونغرس الأميركي من مجلسي النواب والشيوخ. وخلال الانتخابات النصفية، يعاد تجديد جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددهم 435 مقعداً، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عبر التصويت. إضافةً إلى تجديد 36 حاكم ولاية من أصل 50، كما يتم اختيار أعضاء المجالس البلدية والقضاة وقادة الشرطة في الولايات. لذا، فإنّ الانتخابات النصفية تعد تغييراً على جميع الأصعدة. 
بمعنى آخر، يتم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ لمدة ست سنوات على أساس متجدد. وهذا يعني أنه كل عامين، يتغير ثلث أعضاء مجلس الشيوخ بناء على نتائج الانتخابات، ولكل ولاية من الولايات الـ 50 عضوان في مجلس الشيوخ، وإذا كان حزب الرئيس لا يسيطر على الكونغرس، يصبح من الصعب تمرير التشريعات الجديدة.
وليس بالضرورة أن تعكس نتائج الانتخابات النصفية نتائج الانتخابات الرئاسية بعد سنتين، فشعبية الرئيس والأحوال الاقتصادية للبلاد متغيران باستمرار وكلاهما يؤثران على الانتخابات.

 

 

هل لبايدن شعبية كبيرة؟

 

ووفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً لما سيحدث في الانتخابات النصفية هو أن يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب، وبحسب موقع الاقتراع FiveThirtyEight على الإنترنت، فإن هناك فرصة ضئيلة لفوز الديمقراطيين بينما فرص الجمهوريين تتزايد، وفي حال فاز الجمهوريون، كما هو متوقع، فإن الجمهوري كيفن مكارثي سيحل محل الديمقراطية نانسي بيلوسي كرئيس لمجلس النواب الأميركي.

 

 

ترسم تقييمات بايدن في استطلاعات الرأي صورة قاتمة عن أول عامين له، بحسب ما أظهرته رويترز، حيث كانت الدلائل المبكرة إيجابية، لكن في أغسطس آب 2021 وبعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الذي تعرض لانتقادات شديدة، تراجعت تقييماته إلى مستويات سلبية نادراً ما يتعرض لها الرؤساء في فترة الولاية الأولى.
وبحلول صيف هذا العام 2022، أظهرت إجمالي استطلاعات الرأي في RealClearPolitics أن 37% فقط من الجمهور يوافق على الوظيفة التي كان يقوم بها بايدن كرئيس، بينما يعارض 57% ذلك.
وحتى الآن، لا يتجاوز معدل قبول سياسات بايدن 40% في متوسط جميع استطلاعات الرأي الأخيرة، ويبلغ معدل رفضها أكثر من 50%، حيث يتمتع الديمقراطيون حالياً بأغلبية ضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ. لكن إذا تولى الجمهوريون زمام الأمور، فسيكونون قادرين على عرقلة الكثير مما يهدف إليه بايدن والديمقراطيون حتى الانتخابات المقبلة في عام 2024.

 

 

أميركا في عهد بايدن: إنجازات، تعقيدات، وتناقضات

 

أشرفت إدارة بايدن على طرح لقاح كورونا بنجاح عام 2020، مما ساهم في إعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي بعد الحظر الذي كان قد فُرض على البلاد. ومع ذلك، فإن البلاد تستعد لمواجهة متغيرات جديدة مثيرة للقلق مع حلول فصل الشتاء بسبب غلاء أسعار الطاقة. وقد ساهم بايدن في دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا عن طريق إمدادها بالأسلحة والمعدات اللازمة.
وبحسب رويترز، فقد تلاشت آمال الرئيس الأميركي جو بايدن في أن ينال وحزبه عهدة رئاسية ثانية. وذلك بعدما قالت وزارة العمل الأميركية في تقرير لها، إن مؤشر أسعار المستهلك ارتفع بنسبة 0.4% الشهر الماضي بعد ارتفاعه بنسبة 0.1% في أغسطس آب. 
وكان هذا التضخم ناتجاً عن ارتفاع أسعار الإيجارات وتكاليف الغذاء. وهذا التضخم سيعزز التوقعات بارتفاع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الشهر المقبل.
وقال بايدن إن مؤشر أسعار المستهلك يظهر بعض التقدم في مكافحة ارتفاع الأسعار، ولكن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به. وأشار البيت الأبيض إلى أن معدل التضخم خلال الأشهر الثلاثة الماضية انخفض من 11% إلى 2%. 
حاول بايدن والديمقراطيون الحد من ارتفاع التضخم الناجم عن خروج الاقتصاد الأميركي من عمليات إغلاق كوفيد-19 وغزو روسيا لأوكرانيا، والذي أثر على ارتفاع أسعار النفط بالعالم، وبحسب رويترز، فإن إدارة بايدن عملت على فك قيود موانئ البلاد للسماح بدخول المزيد من السلع الاستهلاكية إليها وسمحت باستخدام الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لدخول المزيد من النفط إلى السوق وتخفيف أسعاره.

 

تأثير الانتخابات النصفية على شعبية ترامب

 

من المتوقع أن يرشّح الرئيس الأميركي السباق دونالد ترامب نفسه قبل الانتخابات النصفية في أميركا، ولكن، وسط استطلاعات الرأي المرتبطة بالسباقات الرئاسية، فقد حذره بعض مستشاريه بأنه عليه الانتظار، بحسب The Telegraph. 

ولا يزال الرئيس الأميركي السابق متمسكاً باتهامه للحزب الديمقراطي بـ "سرقة" الانتخابات الرئاسية التي خسرها في نوفمبر تشرين الثاني 2020 لصالح الرئيس الحالي جو بايدن.   ويمثل هذا الاتهام ركناً أساسياً في قرار ترامب لدعم مرشحين بعينهم في الانتخابات النصفية. وبحسب شبكة "NBC"، فقد أعلن ترامب دعمه لحوالي 170 مرشحاً في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية، غالبية هؤلاء المرشحين تأهلوا لخوض الانتخابات العامة في نوفمبر تشرين الثاني 2022. 

تمثل نتائج الانتخابات النصفية مؤشراً مهماً للانتخابات القادمة في 2024، فإذا نجح المرشحون الجمهوريون في تحقيق مكاسب انتخابية مهمة، ستتزايد احتمالات نجاحهم في تحقيق مكاسب إضافية في 2024، وستتزايد فرص عودة ترامب إلى الرئاسة بعد عامين. 

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة