قال سلطان الجابر رئيس مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) اليوم الاثنين إن أكثر من 20 شركة في قطاع النفط والغاز والصناعات الثقيلة وافقت على الالتزام بالحد من الانبعاثات الكربونية خلال المؤتمر.
وأشار الجابر إلى أن من المتوقع أن ينضم المزيد إلى هذه المجموعة قبل المؤتمر.
وأضاف أن أكثر من 60 من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاعات النفط والغاز والأسمنت والألمنيوم وغيرها من الصناعات الثقيلة عقدوا محادثات في أبوظبي أمس الأحد للاتفاق على التزام صارم بخفض انبعاثات الكربون قبل القمة المقررة الشهر المقبل.
ولم يكشف الجابر مزيدا من التفاصيل حول الإجراءات التي تم الاتفاق عليها أو يذكر المسؤولين التنفيذيين بالاسم، لكنه قال إنه سيتم إعلان أسماء من وقعوا على هذا الالتزام عند الوفاء به، مضيفا أن الالتزام سيكون شفافا وقابلا للقياس.
وقال الجابر في مقابلة مع رويترز "سأطلق برنامجي في كوب، وأولئك الذين يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم لاعبون مسؤولون وموثوق بهم وملتزمون في مجال الطاقة... هذا هو اليوم الذي يحتاجون فيه لتكوين رأيهم: في أي معسكر تريد أن تكون؟"
ومن المقرر أن تنعقد قمة كوب28 في دبي في الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 12 ديسمبر (كانون الأول).
وكان اختيار الجابر، وهو يرأس أيضا شركة بترول أبوظبي الوطنية العملاقة (أدنوك)، لرئاسة المؤتمر قد أثار الجدل لأن بلاده عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتج ومصدر رئيسي للنفط.
ودعا الجابر إلى أن تجمع هذه القمة جميع المعنيين، ومنهم ممثلو قطاع الوقود الأحفوري. ويتناقض إدراج ممثلي النفط والغاز مع ما حدث في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب26) في اسكتلندا عام 2021، عندما شكت شركات الطاقة من استبعادها منه.
وأثارت دول أوروبية ودول أخرى مؤلفة من جزر صغيرة مخاوف قبل انعقاد كوب28 تتعلق برغبة بعض الدول المنتجة للنفط والغاز في التركيز على توسيع تقنيات التقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بدلا من الحد من استخدام الوقود الأحفوري بشكل مباشر.
وتجاهل الجابر فكرة أن مثل هذه التقنيات تمثل ثغرة لمواصلة حرق الوقود الأحفوري، قائلا إن العلماء أكدوا الحاجة إلى التوسع في استخدام هذه التقنيات لتحقيق الأهداف المناخية.
وأضاف "لست أنا من يقول هذا، بل العلماء والوكالات الحكومية المسؤولة... وكذلك الحقائق على الأرض".
ومضي يقول "هل نسعى لخفض الانبعاثات الكربونية أم إلى فكرة أيديولوجية ما مناهضة للنفط والغاز؟ هدفنا الانبعاثات، لذا دعونا نركز على ذلك. هذا هو عدونا، دعونا نحارب ذلك، دعونا لا نحارب قطاعا ساعد في تشكيل العالم الذي نعيش فيه اليوم جميعا".
وقال الجابر، الذي يعمل بشكل وثيق مع كل من مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري ومبعوث المناخ الصيني شيه تشن هوا، إنه متفائل بأن كلا البلدين سيكون له مشاركة إيجابية في المؤتمر.
وتم تعليق دبلوماسية المناخ بين أكبر دولتين مصدرتين لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم في أغسطس آب من العام الماضي، لكن في يوليو تموز استأنف كيري ونظيره شيه المحادثات عندما التقيا في بكين.
وأضاف الجابر أنه يجب خلال كوب28 بدء تشغيل صندوق اتفقت الدول على إطلاقه في قمة المناخ العام الماضي في مصر لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع الأضرار التي لا يمكن إصلاحها والناجمة عن الكوارث المناخية.
وتنقسم الدول حول كيفية تصميم الصندوق إذ ترى بعض الدول أنه يجب أن تقتصر مخصصاته على الدول الأكثر عرضة للمخاطر، بينما يقول البعض الآخر إنه يجب أن يكون لجميع الدول النامية إمكانية الحصول على أموال منه.
ونفى الجابر صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن أن الإمارات العربية المتحدة ستستضيف أيضا الدورة المقبلة للمؤتمر (كوب29) في ظل الخلافات حول الدولة المضيفة المقبلة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي