سارع المسؤولون الأوروبيون إلى تهنئة المرشح الجمهوري دونالد ترامب بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية، رغم إدراكهم أن الحرب الاقتصادية قد تكون على وشك الحدوث من جديد.
كان الدبلوماسيون الأوروبيون وقادتهم يستعدون لاحتمال فوز ترامب لأكثر من 12 شهراً، مع زيادة التركيز على السياسات التي يمكن عن طريقها حماية الاقتصاد الأوروبي من النزاعات التجارية المحتملة.
استيقظ بعض المسؤولين الأوروبيين يوم الأربعاء السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني على نتائج الانتخابات التي "لا يريدون تصديقها"، بحسب ما قالته مصادر لشبكة CNBC.
قال أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي: "أنا أرى ذلك، [ولا أريد أن أصدقه]. لكنني لست مصدوماً كما كنت في المرة الماضية".
اقرأ أيضاً: 🔴 الانتخابات الأميركية لحظة بلحظة (تحديثات مباشرة)
لم يفضل العديد من القادة الأوروبيين أسلوب المواجهة الذي استخدمه ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، وكانت هناك عدة لحظات من التوتر مع الرئيس السابق. ونتيجة لذلك، احتفل كثيرون في بروكسل بفوز جو بايدن في العام 2020، على أمل تعاون أفضل.
وقال مصدر ثانٍ في الاتحاد الأوروبي: "إنه ليس رائعاً مرة أخرى". لكنه أضاف: "على الأقل، أنا لست مندهشاً (كما كان الحال في العام 2016)".
اجتماع أوروبي الخميس
كان كلٌ من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان من بين أول زعماء الاتحاد الأوروبي الذين تقدموا بتهنئتهم لدونالد ترامب صباح الأربعاء مع كشف المؤشرات عن فوزه في الانتخابات.
المخاوف بشأن ترامب ليست مشتركة بالكامل في جميع أنحاء القارة الأوروبية. فقد تحدث رئيس وزراء المجر في الماضي عن إعجابه بترامب.
🚨دونالد ترامب يعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية من فلوريدا!
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) November 6, 2024
رلى الطراونة ورياض السعدي يضعوننا في قلب الأحداث https://t.co/d3Xrz4R3Ak
ومن المقرر أن يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في اجتماع عادي يومي الخميس والجمعة السابع والثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني في العاصمة المجرية بودابست، وهو ما سيتيح لهم فرصة لمناقشة خططهم المستقبلية للعلاقات عبر الأطلسي.
وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول الأوروبية، وذكر كذلك أن الاتحاد الأوروبي سيضطر إلى "دفع ثمن باهظ" لعدم شراء ما يكفي من السلع الأميركية.
تعد التجارة مع الولايات المتحدة أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للدول الأوروبية. فالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لديهما أكبر علاقة تجارية واستثمارية ثنائية في العالم، والتي وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند حجم تجارة بقيمة 1.2 تريليون يورو (1.29 تريليون دولار) في العام 2021، وفقاً لبيانات المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي.
وقد تؤدي أي رسوم جمركية إضافية إلى رفع الضغط على مستويات النمو الاقتصادي المتراجعة بالفعل في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وقال مصدر ثالث مجهول في الاتحاد الأوروبي لشبكة CNBC، الأربعاء، عن الاجتماع: "ستكون هناك مناقشة أولى (حول نتائج الانتخابات الأميركية) في بودابست".
وأضاف: "سنرى أي نوع من الخطابات (سيقوله ترامب)، ولكن إذا لم يكن مختلفاً كثيراً، فإن التحدي الرئيسي سيكون أوكرانيا".
وتابع المصدر قائلاً: "تركيزنا الكبير هو الحفاظ على الوحدة الأوروبية".
الكابوس الأسوأ
قال محللو ING، خلال مذكرة بحثية صدرت الأربعاء، إن "أسوأ كابوس اقتصادي" في أوروبا أصبح حقيقة مع انتخاب دونالد ترامب.
وأضاف المحللون: "الحرب التجارية الجديدة الوشيكة قد تدفع اقتصاد منطقة اليورو من النمو البطيء إلى الركود الكامل. إن الاقتصاد الألماني المتعثر بالفعل، والذي يعتمد بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة، سوف يتضرر بشدة من الرسوم الجمركية على السيارات الأوروبية".
اقرأ أيضاً: 🔴 كيف تتفاعل الأسواق مع إعلان ترامب فوزه في الانتخابات؟ (تحديثات مباشرة)
وقالوا: "وعلى الرغم من ادعاءات الساسة الأوروبيين بالاستعداد لرئاسة ترامب الثانية، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب قادراً بالفعل على زيادة التكامل المعمق (بين أعضاء الاتحاد الأوروبي)، نظراً للتحديات المحلية التي تواجهها العديد من الحكومات الأوروبية. ومن المرجح أن تنتظر أوروبا لترى السياسات التي ينفذها ترامب بالفعل".
الشهر الماضي، حذر وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، خلال حديثه في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن، من أنه قد يكون هناك رد انتقامي إذا شنت الولايات المتحدة حرباً تجارية مع الاتحاد الأوروبي.
وقال الوزير الألماني: "نحن بحاجة إلى جهود دبلوماسية لإقناع كل من يدخل البيت الأبيض بأن الدخول في صراع تجاري مع الاتحاد الأوروبي ليس في مصلحة الولايات المتحدة"، مضيفاً: "سيتعين علينا أن نفكر في الرد الانتقامي".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي